تختلف الطريقة التي تُؤخذ بها الأدوية، بعضها عن طريق إبر، والبعض على شكل شراب، والأغلب على شكل حبوب. هذه الحبوب عادةً ما يتم ابتلاعها بالطريقة العادية، والبعض الآخر يُطلب من المريض أن يضعها تحت لسانه حتى تذوب ببطء.
وإن فكّرت قليلًا بالأمر، يبدو غريبًا أن تُؤخذ بعض الحبوب تحت اللسان، ومؤكّد أن هناك سببًا وجيهًا لذلك. في هذا المقال، نُجيب على التساؤل التالي:
لمذاا تُؤخذ بعض أنواع الأدوية تحت اللسان؟
إن طرحتَ هذا السؤال على أي طبيب، فسيُجيبك لأن ذلك يُساعد على امتصاصه بشكلٍ أسرع. لكن لماذا؟
في الواقع، تُعتبر منطقة ما تحت اللسان منطقة ذات أهمية بالغة بسبب انتشار الأوعية الدموية فيها بكثرة، ويُمكن ملاحظة ذلك بالعين المجردة عند رفع اللسان للأعلى، حيث يُلاحظ كيف أن الشعيرات الدموية تتشابك كشبكة العنكبوت في هذه المنطقة بالتحديد.
أضف إلى ذلك، أن منطقة ما تحت اللسان تحتوي على أغشية مخاطية عديدة تُساعد على نشر الدواء بشكلٍ أسرع حتى يصل إلى جميع الشعيرات الدموية. وعند امتصاصه من الشعيرات الدموية، يتّجه مباشرةً إلى مجرى الدم، ليصل إلى المستقبِل الذي يبحث عنه بشكل أسرع وأكثر فعالية.
تحت اللسان يختصر أكثر من نصف الطريق!
عند ابتلاع الأدوية بالطريقة العادية، فإن الدواء ينتقل عبر القناة الهضمية إلى المعدة حيث يتفكك بفعل حمض المعدة، ثم إلى الأمعاء الدقيقة حيث يتم امتصاصه هناك، وينتقل إلى الكبد ليتم تصفيته من السموم المحتملة، بعد ذلك يتم طرحه في مجرى الدم ليصل إلى موضع الخلل لعلاجه.
هذا الطريق يُعتبر طويل مقارنةً بما إن تم ابتلاعه عبر أسفل اللسان، بحيث يتم امتصاصه وطرحه مباشرةً في مجرى الدم لينطلق إلى البقعة التي يُفترض أن يصل إليها ليعالجها. هذا يعني سرعة في الوصول وكفاءة في العمل، حيث يصل الدواء إلى البقعة المطلوبة بتركيز مرتفع، في حين تناوله عبر الفم ليصل إلى المعدة قد يقلل من كفاءة المادة الدوائية بسبب عمليات الهضم القاسية وطرح العديد من مكوناته في الفضلات.