مدونتي
في هذا العام ( أستمع إلى داخلك )
موقع يزيد التميمي 2021-07-26

أعتدنا منذ ولادتنا على الإستماع و الإيماء لمن حولنا بالإيحاء بإننا نستمع لهم، فهذا شيء مجبولين عليه فطرياً ، وبسببه يزعم علماء الإنسان بأن الحاسة الوحيدة التي تعمل خلال فترة حياتنا كلها دون أنقطاع هي الأستماع ، فخلال صحوه و نومه ، تبقى شعلة الإستماع متقدّة ، ولكن في ظل هذا الضجيج الذي يُسمع ، هل نسمع إلى أنفسنا؟

في شهر فبراير كان يحدثني صديقي العزيز سلمان عن تجربته مع الصمت والإستماع الداخلي ، فقد قضى 21 يوماً في إحدى مراكز Meditation وكيف كان معزولاً عن العالم الخارجي بعد أن سلم هاتفه وجهازه المحمول إلى إدارة المركز قبل أن ينخرط في أيامه الصامته ويبدأ في جلسات التركيز الداخلي.

كان يقول لي عن صعوبتها وكنت أقول له ، لقد قمت بشيء عصيّ ، لا يمكن لأي أحد فعله ولا أتخيل نفسي أقوم بما قمت به ! ، كيف لكل الضوضاء فجأة أن تختفي ، وكيف تبقى مستمعاً لصوتك الداخلي لفترات طويلة ؟ لم أعلم بإنني ومليارات من البشر سوف نعيش هذه التجربة من غير رغبة وأرادة منا بعد أسابيع لاحقة.

 

 

مرت أكثر من شهرين منذ تحول عملي إلى الشكل المنزلي ، وللمدارس والجامعات ثلاثة أشهر ، فترة طويلة من التجربة القاسية التي مر بها صديقي سلمان بإختياره ، ولكنها مفروضة علينا جميعاً الآن من أجل سلامتنا الجسدية ، ولكن ماذا عن سلامتنا النفسية والعقلية ؟

هل سنتأثر بهذه العزلة و المحاولة البائسة للعيش بالبقاء وحدنا ، والتي تهدف إلى تقليل إحتكاك بالناس إلى أقل مقدار ممكن لمنع أنتقال الفيروس.

 

أرتبط بشكل وثيق حالة سماع الأصوات الداخلية إلى الإشارة إلى الإضطراب الذهاني و المتعلق بالهلوسة ، لكن هل هناك فعلاً صوت داخلي وله دبيب بداخلنا؟

ماهي نغمته؟ ومتى أكون في حالة مرضية؟

إحدى الإستطلاعات التي قامت بسؤال الناس عن سماعهم لإصواتهم الداخلية والنتيجة كانت 39% كانوا يسمعون أصوات أفكارهم ، 13 % من الأرامل الرجال والنساء كانوا يسمعون أصوات أزواجهم ، وعند سؤالهم هل تعتقدون بإحتياجكم لعلاج؟ قالوا لا.

 

يحكى أن أحد أفراد الهنود الحمر قال لحفيده ” يا أبني هناك معركة في دواخلنا بين ذئبين ، أحدهما شرير يحمل بداخلك الغضب و الغيرة والحسد والجشع والأستياء والتكبر ، أما الذئب الأخر فهو الخير ويحمل بداخلك الفرح والسلام والتعاطف والأمل والصدق ، فكّر الحفيد وسأل ، من سيفوز يا جدي؟ رد عليه من ستطعمه يفوز.

 

في القصة السابقة أعتقد من ستسمع له هو من سيفوز ، هو التعبير المجازي للقصة ، ولكن كيف نستمع لأنفسنا ؟ ماهي تجربتنا خلال هذه العزلة؟

 

عن نفسي فقد أبتعت دفاتر وأقلام ، وأصبحت بشكل يومي ولمدة لاتقل عن ثلاث ساعات من الخربشة ( Doodling )

 

فكرت بوضع صور منها ولكن كانت عشوائية وليست محددة ولا أعلم ربما في وقت لاحق أستعرض شيء منها ، ولكنها كانت تجربة مذهلة لي ، يعتمد على هذه الطريقة وينصح بالقيام بها الكثير من علماء النفس للتعرف على الصوت الداخلي ، وجدت صوتي الداخلي عند قيامي بالخربشة بالقلم والرسم بشكل عشوائي.

 

هل منكم خصص وقت أو حتى فكر بسماع صوته الداخلي خلال هذه الفترة؟